آخر المنشورات

الخميس، 13 مارس 2025

يغيب عني و ما يغيب عني بقلم الكاتبة نهلة دحمان

 يغيب عني و ما يغيب عني


يغيب عني 

و ما يغيب عني

يسافر في الزمان، في المكان،في الرؤى و الأحلام 

يسابق الريح و العواصف و الأنواء

و ما يرتضي السكون و الجمود و الهوان

و لا يقنع بالعيش بين الكهوف 

ولا يقبل بالعيش بين الحفر

و ينشب أظافره في الصخر

حتى يغير وجه الماء و يغالب القدر


يعبر بحار الغرب و أنهار الشرق و الأجواء

يعافر سور الصين العظيم

يسطع نجما في سماء هوليود

يناطح الأطباء و الباحثين و العلماء

الفرس منهم و السنيين و الصينيين و الغربين و الهنود


يغيب عني و ما يغيب عني

يهاجر و ما يهجرني 

يرحل و لا يبتعد عني

و كيف يغيب عني و هو البعيد القريب؟!

كيف يهجرني و هو الغائب الحاضر فيّ؟!

كيف يبتعد عني و هو أقرب إليّ من حبل الوريد؟!

وهو الصاحب و الأخ و الأب و الحبيب؟!


يغيب عني و ما يغيب عني

و كيف يغيب عني و هو نبض الوتين؟!

و شوقي المتأجج كل حين؟!

و عطر أنفاسي عبر السنين؟!

و ملاذ روحي  و شبق حروفي ؟!

و سكنى الفؤاد و دفق   الشرايين؟!


يغيب عني و مايغيب عني 

و كيف يغيب عني و طيفه يسكنني؟!

و صوته لا يغادرني؟!

و صورته لا تفارقني؟!


يغيب عني في المدى

و يستقر في الضلوع و في الحشا

يسافر،يهاجر،يبتعد،يغيب و ينأى

و لكنه في الروح يستوطن،يتغلغل و يبقى

لأنه النبض و الروح 

و الماء و الهواء 

و الداء و الدواء

 و الهوى


نهلة دحمان 

الاربعاء 12/03/2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق