دونكَ الكونُ
يا حبيبي دونكَ الكونُ خرابُ
وهباءٌ وفضاءٌ وسرابُ
تائهٌ قلبي ببيْداءَ حَياتي
وَعذابي لا يضاهيهِ عذابُ
يا لتعْسي يا لنكْسي يا حبيبي
عشتُ وهمًا جارحًا لي بل مُعيبي
قدْ ظننْتُ الشعرَ جسرًا لِعيونٍ
مرْجُها زاهٍ كبُستانٍ قشيبِ
ويْحَ قلبي قدْ تجاوزتُ حُدودي
مثلما قُلتَ ولمْ أُحسِنْ رُدودي
رُغمَ أنّي لم أُبالغْ في مديحي
بلْ وَوصفي لِعيونٍ أو خدودِ
يا حبيبي ما الذي تبغيهِ منّي
هل جزائي في الهوى بُعْدُكَ عنّي
هلْ غرامي كانَ إثمًا خبِّروني
أم حبيبي لم يكُنْ يفْهمُ فنّي
هلْ منَ المفْروضِ أنْ أكْتُمَ عِشقي
وسيولًا مِنْ مُناجاتي وشوْقي
ليس في الحُبِّ حياءٌ يا حبيبي
فانْطَلِقْ للأُفقِ بلْ للْألفِ أُفْقِ
ليتَ شِعْري هل بِجدٍ أنتَ ترجو
محوَ عِشقي واشتياقي؟ كيفَ أمْحو
وَغرامي مثلُ نقشٍ فوقَ صخْرِ
وهُيامي مثلُ زهرٍ حينَ يزهو؟
قدْ توقَّعْتُ احْترامًا لمَديحِي
واعتبارًا لهوى قلبي الصَّريحِ
إنّما جهْلي بأحْوالِ الحِسانِ
قدْ أثارَ الجَمْرَ في قلبِي الجريحِ
يا حبيبي أإذا الحُسْنُ سَباني
وجمالُ الروحِ أيضًا قد رماني
أأنا الجاني وبالتالي المًلامُ
وأنا المسؤولُ عن مُرِّ هَواني؟
يا حبيبي إنْ نويْتَ الهجرَ فِعْلا
وبِجِدٍ ليسَ تمثيلًا وقوْلا
خُذْ فؤادي لستُ محتاجًا إليهِ
لستُ محتاجًا إلى روحِيَ أصلًا
يا حبيبي لم يعُدْ للكونِ دورُ
كلُّ ما فيهِ اقْتِتالٌ بلْ وشرُّ
لمْ يَعُدْ في الْكوْنِ ما يُسْعِدُ قلبي
رُبَّما في الْوَصْلِ بَعْدَ الْعُسْرِ يُسْرُ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق