آخر المنشورات

الأربعاء، 18 يونيو 2025

قصة قصيرة الجمل و ما حمل للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

الجمل و ما حمل 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


رغم ضيق الحال و صعوبه الحياة إلا أنني لم أفقد الأمل في تغيير الواقع ،حينها كان التعليم هو طوق النجاة و السلم الأمن للانتقال إلي افضل مما أنا عليه ،ترسخ ذلك في وجداني عندنا كنت ازور والدي العامل في مصنع السماد و اجد الفرق الهائل بين حياة العامل و حياة المهندس 

و ترسخ الاعتقاد عندما كنت أعمل مع والدي في المصنع أثناء الإجازات السنويه 

ومرت الايام و أصبحت في الثانويه العامه و أصبحت بين قوسين أو أدني من تحقيق الحلم 

بذلت قصارى جهدي في الحصول علي اعلي الدرجات و لم يتوان والدي في مساعدتي ماديا منا أثر علي حال الأسرة 

نتيجه توجيه جزء كبير من دخل الاسره للدروس الخصوصيه 

و جاءت النتيجه مرضية و لكن التنسيق قرر أن التحق بكليه الهندسه جامعه اسيوط 

و انا من أحدي محافظات وجه بحري 

لم تفلح محاولات نقلي و أصبح الأمر واقع 

هل اذهب إلي اسيوط لأحقق حلمي الذي عشت من أجله رغم الظروف الماديه الطاحنه التي تمر بها الأسرة 

ام ألتحق بكليه التربيه القريبه من بيتي و أصبح مدرس

لم يكن القرار سهلا خاصه أن والدي تم إدخاله المعاش المبكر و قل دخل الأسره بدرجة كبيرة رغم محاولات والدي العمل باليومية لتوفير نفقات البيت 

و تفضيل والدي أن اتجه إلي التدريس خاصه أنه يسمع من أصدقائه ما تدره الدروس الخصوصية من أموال و ايضا توفير نفقات السفر و الاقامه في محافظه أخري 

ولكن في النهايه ترك الأمر لي

و بالفعل قررت التوجه إلي أسيوط لدراسه الهندسه 

و العمل في الإجازات  الصيفيه لتوفير نفقات الدراسة 

و بالفعل ألتحقت بالكلية و لم انتظر الإجازة الصيفيه للعمل بل وجدت عمل في أحدي الافران في اسيوط ليلا 

و مرت الأيام ثقال ما بين دراسة صعبه و عمل شاق 

و كلما مرت سنة أشعر بأقتراب الحلم 

حتي أتت نهاية الرحلة و حصلت علي بكالوريوس الهندسة بتقدير جيد 

و بدأت في البحث عن عمل في أحدي الشركات 

لم اكن أتوقع أن يطول الإنتظار 

الشركات الكبري تحتاج إلي وسطه للالتحاق بها 

و  الشركات العاديه عمل ساعات طويله مرهقة و اجر زهيد 

قررت العمل في المعمار منتظرا الفرج 

أحمل الطوب و الزلط و الأسمنت طوال اليوم للحصول علي يوميه جيده و اخفي حصولي علي بكالوريوس الهندسة حتي لا اتعرض للشفقه من جهه أو السخريه من جهه أخري 

حتي اتي اليوم الذي جلست فيه علي سلم أحدي العمارات تحت الانشاء لأخذ قسط من الراحة مخاطبا نفسي 

أن ارضي بما قسمه الله لي من رزق 

قائلا يارب لو كان هذا طريقي فلا اعتراض 

وان كان هناك طريق آخر فيسره لي 

ولم يقطع شرود فكري  غير صيحه من خلفي 

أنه صاحب البرج الذي اعمل به 

وهو يقول باشمهندس حسين ،ياراجل مش تقول انك مهندس 

ابتسمت خجلا و لم أفق الا وهو يصلي إلي مكتبه في أحدي الأدوار الأرضيه عارضا علي العمل معه في أحدي المشروعات الكبري التي أسندت إلي شركته 

كمدير موقع مع مرتب متميز و سيارة 

و أفقت علي الفور علي العرض و شردت بذهني للحظات 

متذكرا حواري مع نفسي علي السلم و من سرعة الاستجابة 

و لم يقطع شرود ذهني الا دخول زهراء ابنته الطالبة في كلية الهندسة و التي أتت للتخبر والدها أنها تحتاج إلي درس في الرسم الهندسي لصعوبة فهمه 

عرضت علي صاحب الشركة أن أقوم بتدريس الماده لابنته 

التي سرت بالعرض و تم وضع جدول الدروس لا يتعارض مع عملي في الشركة 

و مابين العمل و دروس زهراء  مر العام

و مع نجاح زهراء يتفوق زاد اعجاب صاحب الشركة بي و زاد الطلاب الراغبين في حضور دروسي الخصوصية في ماده الرسم الهندسي 

و تغير الحال بسرعه من فقر مدقع إلي بحبوحه من العيش 

جعلتني اعرض علي زهراء الأرتباط و أن تكمل دراستها و هي في عش الزوجية 

وافقت بكل ترحاب ووافق والدها بعدما شعر بترحيب ابنته بالزواج خاصه أنه بلغ من العمر أرذله و زهراء ابنته الوحيده التي عكف علي تربيتها بعد وفاة زوجته 

و تغير  الإسم الشائع الشركه بعد ارتباطي بزهراء

من شركة الجمل إلي شركة الجمل و ما حمل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق