شكري وتقديري لهذا السيل الذي غمر حروفي
دمت نورا وضياء سي محمد الوداني
شكري لكل القائمين على إدارة مجلة غزلان للأدب والشعر والإبداع العربي
ااااااااااااااااا ااااااااااا ااااااااااااااااا
تحليل وقراءة أدبية بقلم الصحفي الشاعر الناقد محمد الوداني لقصيدة الشاعر طاهر مشي "ِلأوْطانٍنا قد بنينا ونَبْني حُصوناً؛ تَعالَتْ بأغلى مَكانِ!"
تنبض قصيدة الشاعر طاهر مشي بجمالٍ وجدانيّ يترنّح ما بين عشق الوطن وعشق الإنسان، في تناغم رقيق يحاكي روح الشعر العربي في أصفى صوره. النص يفتتح برؤية وطنية صافية، حيث الوطن هو الحصن الأول والأخير، تُشاد له القلاع في أعالي المكانة، وتُكرّس له الأرواح، في دلالة على الولاء والانتماء.
يتقدّم النص من النشيد الوطني إلى فضاء شخصيّ شفيف، إذ يتحوّل الشاعر إلى متصوّف في معبد الحبّ، يصف محبوبه بأنه "ربيعه وكلّ فصوله"، وهو تصويرٌ شاعريّ عميق، يدمج الحبيب بالطبيعة، ويجعله رمزًا للخصب والتجدّد والخلود. الغيم الذي يغشى جنانه، لا يُفسر فقط بالحزن، بل قد يحمل دلالات الترقب والانتظار والأمل القريب.
ثم ينتقل إلى فصول البوح، حيث تتعانق "أساطير العشق" مع "عهدٍ سباه"، ويظل القلب بين الحلم المصلوب والجراح المفتوحة، ليولد الشعر من رحم الألم. القصيدة تمارس نوعًا من الكتابة الاعترافية، حيث يسطر الشاعر "الحكايا" بقريضه، ويستخرج من صوته الداخلي بوحًا شفيفًا يحاكي الكيان كله، لا مجرّد خفقات قلب.
في استخدامه للأضداد (الحلم المصلوب، القلب المسلوب)، ينحت طاهر مشي صورًا تمزج بين الحب والفقد، بين النبض والانكسار، لكنها لا تلبث أن تعود إلى البناء، إلى إعادة النبض للقلب ليحيا من جديد، كما لو أن الحبّ عنده فعلُ إحياءٍ بعد موت، وانبعاثٌ بعد احتراق.
يتجلّى الانسجام أيضًا في بناء البيت الأخير، الذي يعود بنا إلى المطلع، ويغلق القصيدة بنفس المدخل: بناء الحصون للوطن، ما يمنح النص بُنيةً دائرية محكمة، ويُظهر وفاء الشاعر لرسالته الكبرى، وهي أن العشق لا يكتمل إلا إذا اكتملت فيه أضلاع: الإنسان، والحب، والوطن.
الشاعر طاهر مشي يخطّ بأنفاسه قصيدة تفيض بالدفء والوفاء، وتعيد للشعر نبرته العذبة حين يتوحّد فيه القلب مع الوطن، والبوح مع القضية، في امتدادٍ روحاني لا يعرف الزمان.
كل الشكر والتقدير لهذا الصوت الشجيّ والمبدع طاهر مشي، على ما خطّه من قصيدة تنبض بالحياة، وتورق بالحب والانتماء.
مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي
ااااااااااااااااا
القصيدة
ااااااااااااااااا
ِلأوْطانٍنا قد بنينا ونَبْني
حُصوناً؛ تَعالَتْ بأغلى مَكانِ!
ااااااااااااااااا ااااااااااا
على الدّرب مٓاضُون والعمر فاني
وإني أرى الغيم غشّى جناني
ألسْتَ ربيعي وكلَّ فُصولي
وذكرى سبَتْني ولَحْناً …غَواني؟
فَطوّقْتُ نبضي؛ لأحيا سعيداً
أساطيرَ عِشْقٍ وعهد سَباني!
ِبمصلوبِ حُلمٍ وقلبٍ جريحٍ
ومسلوبِ قلبٍ أرى ..هَذَياني
سرَجْتُ قريضي؛ أخُط الحٓكايٓا
أبوح بِحُبّي وَما في كِياني
أُعيدُ لِقلبيَ نبضاً؛ لِيَحيا
ونٓمْضي سويا نُحيك الأماني
نَرودُ رُبوعاً بِحُبٍّ سوِيّاً
نبوح بعِشْقٍ عتيق المٓعانٍي
بذٍكْرى الفُصول جُنونٍ اعتٓرانا
وفي القلب مُدّت جُسورَ الأمانِ
ِلأوْطانٍنا قد بنينا ونَبْني
حُصوناً؛ تَعالَتْ بأغلى مَكانِ!
ااااااااااااااااا
طاهر مشي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق