"الحديقة الحزينة"
غابت الأُسود.. تلكَ العُيونُ التي كانتْ تُراقبُ الأفقَ بشراسةِ المُحبّينَ وشجاعةِ العارفين. رحلوا بكلِّ ما حملوه من زئيرٍ يهزُّ أركانَ الوادي، وبقيتِ الثعالبُ والضباع تتهادى بينَ الأشجارِ بخُطىً ناعمةٍ، تَلعقُ جراحَ الأرضِ بلُغاتٍ مَلساء، وتَرتعُ في سُهولِ الغابةِ كأنّها المُلوكُ الجُدد.
أيّتها الغابةُ.. كم أُحبّكِ حينَ تَحنينَ على عهدِ الزَّبدِ والهيبة، وتَبكينَ أسودَكِ الغابرةَ تحتَ ضحكاتِ الثعالبِ الخادعة.
الآنَ.. لم يعدْ للشَّجاعةِ رائحةٌ، ولا للعَظَمةِ صوتٌ. فقطْ ذئابٌ ترتدي وُجوهَ الضّباع، وصُخورٌ تتدحرجُ على جثثِ المَجدِ الغارقِ في النِّسيان.
توفيق حيوني
من رسائلي الى سيليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق