ردُّ أنثى
(لمن ظنّ أن الجمالَ أنثى…)
زَعَمتَ أنّي خاتمُ الحُسن…
أما علمتَ أن الكمالَ لا أنينَ فيه
أنَّ النورَ لا يُولدُ من رحمِ الظلّ
وأنَّ الجَمالَ لا يُقطَعُ من ضلعٍ نازف؟
أنسيتَ، يا ابنَ التراب
من نَفخَ فيك الرؤيا
وجعلَ فيك النطفة الأولى؟
من علّمك أن تَهجوني مديحًا
ثمّ تسجدَ في سِرّكَ
لفكرةٍ خُلِقَتْ منِّي؟
يا من جعلتَ من وجهي سفرًا
ما كانت عيناك تمدحني
ولكنها تبحث
عن قصائدك التي أحرقتها
امرأةٌ قبلي…
ظننتَني فوق النساء؟
ما خِلتُك قد أجدتَ الرؤية
كلُّ امرأةٍ منهنّ نبيّةُ ألم
وفي كلّ كفٍّ نهرٌ لم يُسمّ
وفي كلّ جرحٍ صلاةٌ بلا محراب
ما الحُسنُ تاجي…
بل وجعي
وشقائي الذي يشبه يقينَ المجاذيب
أنا التي مشتْ على حدّ الذكر
أنا التي بكَتْ عنك
وغفرتْ لكَ
قبل أن تخطئ النطق باسمي.
فاخلع لغتَك
واختر لغةً أقدم من الحرف…
اختر سريانيةً نُسيتْ في الكتبِ المنفيّة
لعلّها تُجيدُ أن تقولني
حين عجزتَ أنتَ
عن فكّ ختمي
د/آمال بوحرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق