على هامش اليوم العالمي للصداقة*
كتب الصحفي التونسي المتمرس نورالدين المباركي فقال..
الصداقة معنى متحرك و نسبي ،مرتبط بالمساحة و الظروف التي يتأسس فيها ...لكنه يبقى تلك العلاقة النفسية التي تشعرك بالارتياح و الاطمئان .
الصداقة،قد تتجاوز،احيانا،العلاقات الدموية..يُقال " أخي الذي لم تلده أمي" ..
وقد تتجاوز ما يطلق عليه في العمل التنظيمي " العلاقات الرفاقية والأخوية " ،لتجد خارجها أصدقاء،بعيدا عن توزيع معايير الولاء و يشبهون الحقيقة أكثر من الشعارات: أوفى، أصدق...
هي علاقة دون عقد مكتوب يشترط توقيعا، لكنها التزام اخلاقي اكثر صرامة..يفرض عليك لا احترامه فقط و إنما الحفاظ عليه ..
والحفاظ على ذلك مرتبط بما راكمته من تجربتك الإنسانية لأنك في لحظة صدق،حين تُمتحن الصداقة،لا تكون أمام أحد،بل أمام نفسك.
نورالدين المباركي
مراسل قناة فرنسا 24 france
وأنا أقول :
الصداقة ليست مجرد علاقة عابرة أو ارتباطًا ظاهريًا،بل هي رباطٌ نابعٌ من أعمق أعماق الروح، يُكرّس قيمَ الإخلاص والتضامن والتآخي.إنها تجسيدٌ للإنسانية في أصفى صورها،حيث يجد المرء في صديقه مرآةً لنفسه،وسندًا في الشدائد، وفرحةً في الأيام المشرقة.
تتجاوز الصداقة،في جلال بعدها الإنساني حدود المصلحة الشخصية،لتصبحَ جسرًا بين القلوب، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الثقافة.إنها تذكّرنا بأننا،رغم اختلافاتنا،نتشارك المشاعر نفسها: الحب،الألم،الأمل.وفي عالمٍ متخم بالانقسامات، تُصبح الصداقة رسالة سلامٍ تُعيد للإنسانية وَحدتها المفقودة.
وكما قال الشاعر:
"الصديقُ مَن إنْ صارَ قَلْبُكَ قَفْرًا..سَقَاهُ وَرَوَّاكَ وَلم يَستَثمِرْ"
وهذا يعني أن الصداقة هبةٌ إلهية،تعلّمنا أن نعيشَ بإنسانية،ونُحبَّ بلا شروط،ونبقى معًا حتى بعد أن تُغيّبنا المسافات.
محمد المحسن
*اليوم العالميّ للصّداقة أو اليوم الدوليّ للصّداقة هو يوم عالميّ يتمّ الاِحتِفال فيه بالصّداقة لإدراك جدواها وأهميّتها بوصفها إِحدى المشاعر النّبِيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاءٌ العالم. يحتفل العالم يوم 30 يوليو/جويلية من كل عام باليوم العالميّ للصّداقة،الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2011،واضعةً في اعتبارها أن الصّداقة بين الشُّعُوب والبُلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لجهود السلام، وتشكل فرصةً لبناء الجسور بين المُجتمعات،ومُواجهة وتحدّى أي صور نمطيّة مغلُوطة والمُحافظة على الروابط الإنسانِيّة، واِحترام التنوُّع الثقافيّ.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق