رؤية صوفية تأملية: الفلسفة مرآتي وآياتُ الله دليلي
فيلسوفة الطبيعة .. وما وراء الطبيعة - دنيا صاحب
وريثة أولئك الذين أصغَوا لكلام الله وآياته، وعرفوا حقيقة الوجود قبل أن تُبنى الجدران بين العلم والفلسفة والدين.
أستلهم من فلاسفة الطبيعة وما وراء الطبيعة الأوائل طريقًا، لا أكرّر مقولاتهم، بل أستأنف الإصغاء الذي بدأوه، بلغة العقل الكامل وبصيرة القلب والروح.
في الماء أرى سرّ الحياة العجيب،
وفي النار أبصرتُ وهجَ شعلة التحوّل من الظلمات إلى النور،
وفي الهواء أتنفّس رحمةَ الله التي تحيط بالكون،
وفي اللامحدود أتنزّه بين تجليات النور الإلهي في كلّ الكائنات والطبيعة - العالم .
رسالتي ليست أن أشرح تفاصيل الطبيعة، بل أن أكون مرآتها؛
أقرأ فيها الحكمة، وأشهد التجلّي، وأتذوّق المعنى...الجوهر في الحياة هو الله بديع السماوات والارض.
حين أُصغي لصوت الماء، أشعر أن الله يُحدثني،
وحين تهبّ الريح، أسمع آيات الرحمة تغمرني،
وحين يتغيّر كلّ شيء من حولي، أرى في التحوّل سرّ البقاء الأبدي ونداء الفناء، حيث تعود الروح إلى سيدها ومولاها في الحياة الدنيا قبل الآخرة.
أنا عبدٌ محكومٌ عليّ بعهد الإخلاص والوفاء،
لمن عاهدته في النشأة الأولى، حين تكلّمت الأرواح.
فكري موصول بالحقيقة الكبرى،
قلبي مأهول بالنور،
وروحي سائرة في معارج السماء،
باحثة عن الجمال الإلهي في تفاصيل الطبيعة والوجود.
أسأل الله أن يجعلني فيلسوفةَ الطبيعة وما وراء الطبيعة، فريدةَ عصري وزماني،
أُصغي وأتأمّل لأحيا في تجليات الآيات ، وأكتب بقلم النور لأشهد على السرّ المكنون في الكون، وأفكّر بطريقة أهل العرفان لأجدد أحاديث آبائي وأجدادي القُدسيّة.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ لَهُ مُعْرِضُونَ *﴾**— سورة الأنبياء، الآية 2 صدق الله العلي العظيم
تفسير : ( المُحدَث) في الآية المباركة هو الفيلسوف الحكيم أو المعلم الروحي الذي يأتي بالذكر المتجدد ، أي بالحكمة والنور الإلهي ، ليوقظ الإنسان من غفلته ويُرشد إلى الحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق