غَدًا تَنْدَمِين (قصيدة قديمة)
( إلى التي تغاضضت عن ماضيها وعيوبها وعاهاتها، وحاولت حملها إلى جنْينة النجوم لأبني لها قصرا منيفا بالفيروز، وأفرشه بالدّمقس، وأسوّره بالزّنبق، لكنها استسلمت لجاذبية الأرض الممزوجة بالطّين والوحل والعظام النّخرة )
غَدًا تَذْكُرِينْ
نُفَاثَاتِ صَدْري
وفِيْرُوزَ بَحْري
ودَوْرَقَ عِطْرِي
وتَغْرِيدَةَ الزَّيْزَفُونْ.
***
غَدًا تَنْدَمِينْ
إِذَا ما تغَنّتْ شحارِيرُ مَجْدِي
وحامَتْ طُيورٌ حَزَانَى حوالَيْكِ بَعْدِي
وأَصْبحَ نَهْدُكِ أَنْقَاضَ نَهْدِ
ورابَكَ صَرْفُ السّنينْ.
***
غَدًا تَنْدَمِينْ
إِذَا ما تكدَّسَ فوقَ رُباكِ الصَّقِيعْ
وكحَّلَ جَفْنَكِ سُمٌّ نقِيعْ
وتِهْتِ بِبحْرِ الضَّياعِ شِراعَ نَجِيعْ
وأرْسَيْتِ في أَرْخَبِيلِ الْجُنُونْ.
***
غَدًا تَنْدَمِينْ
غَدًا فوق جِسْرِ البُكاءْ
تمُدِّينَ حَبْلَ الرَّجاءْ
تُرِيدنَ سجَّادةً من ضِيَاءْ
وطوْقًا من اليَاسَمِينْ .
***
غَدًا تَنْدَمِينْ
لأنّي هَجَرْتُكِ هَجْرَا
وحَلَّقْتُ فَوْقَ الكواكِبِ نَسْرَا
وأَحْبَبْتُ أَحْبَبْتُ أُخْرَى
وحَطَّمْتُ نَايِي الحزِينْ.
-شعر: محمد علي الهاني
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق