آخر المنشورات

الثلاثاء، 5 أغسطس 2025

غَدًا تَنْدَمِين -شعر: محمد علي الهاني

 غَدًا تَنْدَمِين            (قصيدة قديمة)


( إلى التي تغاضضت عن ماضيها وعيوبها وعاهاتها، وحاولت حملها إلى جنْينة النجوم لأبني لها قصرا منيفا بالفيروز، وأفرشه بالدّمقس، وأسوّره بالزّنبق، لكنها استسلمت لجاذبية الأرض الممزوجة بالطّين والوحل والعظام النّخرة )


غَدًا تَذْكُرِينْ

نُفَاثَاتِ صَدْري

وفِيْرُوزَ بَحْري

ودَوْرَقَ عِطْرِي

وتَغْرِيدَةَ الزَّيْزَفُونْ.


***


غَدًا تَنْدَمِينْ

إِذَا ما تغَنّتْ شحارِيرُ مَجْدِي

وحامَتْ طُيورٌ حَزَانَى حوالَيْكِ بَعْدِي

وأَصْبحَ نَهْدُكِ أَنْقَاضَ نَهْدِ

ورابَكَ صَرْفُ السّنينْ.


***


غَدًا تَنْدَمِينْ

إِذَا ما تكدَّسَ فوقَ رُباكِ الصَّقِيعْ

وكحَّلَ جَفْنَكِ سُمٌّ نقِيعْ

وتِهْتِ بِبحْرِ الضَّياعِ شِراعَ نَجِيعْ

وأرْسَيْتِ في أَرْخَبِيلِ الْجُنُونْ.


***


غَدًا تَنْدَمِينْ

غَدًا فوق جِسْرِ البُكاءْ

تمُدِّينَ حَبْلَ الرَّجاءْ

تُرِيدنَ سجَّادةً من ضِيَاءْ

وطوْقًا من اليَاسَمِينْ . 


***


غَدًا تَنْدَمِينْ

لأنّي هَجَرْتُكِ هَجْرَا

وحَلَّقْتُ فَوْقَ الكواكِبِ نَسْرَا

وأَحْبَبْتُ أَحْبَبْتُ أُخْرَى

وحَطَّمْتُ نَايِي الحزِينْ.


-شعر: محمد علي الهاني 

( تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق