آخر المنشورات

السبت، 9 أغسطس 2025

ألأيام الخوالي بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 ألأيام الخوالي 

تراكماتٌ هائلة من المشاعر والأفكار مكتظة في حيّزٍ ضئيلٍ جداً بذاكرتي وكأن العقل الباطن يعملُ جاهداً على محوها كلياً وبكل وعي أتشبث بها.

تراكمات تقف لغتي عاجزة عن ترجمتها حرفياً. بالأحرى أقف عاجزة عن تصويرها عن طريق اللغة.

أمنت منذ نعومة أظافري بالحرية، حتى اعتنقتها فجرت دماء في أوردتي، إلى أن وجدتني مكبلة كليا من رأسي إلى أخمص قدمي، فقد تحولت حريتي إلى أغلال قاسية كبلتني، حتى أدمنت رقصة الموت بلا رحمة داخل تابوت عقلي المتمرد على كل شيء واللاشيء.

ليس هناك في هذه الحياة قسوة أكثر من قسوة الذات المتمردة على فلسفة الفلاسفة ومنطق الحرية. فعندما يصور لك أن الحرية حلم مستحيل الإمساك به! فأنت سوف تكف يديك عنها حالما تتماثل لك حقيقة يمكنك ملامستها وامتلاكها.

في الأيام الخوالي البعيدة كان للفظ الحرية رنة. كانت لفظة ذات سلمٌ موسيقيٌ خاصٌ بها، وحدها نغمات بلا نهاية.

لفظةٌ يتشبثُ بأذيالها كل من أراد الهروب من واقعٍ هو فيه مسيرٌ بهوى أعراف القدماء.

نخلقُ ضعفاء، فنكون تحت رحمة ورعاية والدينا، حالما يشتد عودنا نبدأ البحث عن الخلاص من تلك الرعاية التي بتنا نشعر بها قيودا تكبلنا.

ثم نبدأ النفور من العرف والتقليد والعادة...... التي تلقى من قبل المجتمع بكافة نشاطاتهِ علينا.

وهكذا نستمر بنقد كل ما هو غير متوافق مع أفكارنا وميولنا.

ونبقى نهرول مبتعدين عن شباكٍ لا تعنينا.

يسرى هاني الزاير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق