آخر المنشورات

الأربعاء، 6 أغسطس 2025

عن جراح غضة لا تندمل..أتحدث..! الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عن جراح غضة لا تندمل..أتحدث..!


"ليس بين الدم والدمع مسافة..هذه غزة التي تتحدى..وهذا الوعي نقيض الخرافة..: ( مظفر النواب- بتصرف طفيف)


ليس من السهل الكتابة عن جرح لم يندمل بعد.كما يصعب للكلمات أن تضيف لما تسجله الكاميرا من مشاهد لحركة شعب ينبجس من رحم الظلم والظلام ليجدد رفضه ضد إحتلال إستوطن،ويذكّر العالم أنّ ما فيه إستعمار.ويريد،كما أراد غيره من شعوب،أن يرفع علما للحرية وأن يمارس الحياة.

إنّ الظلم والظلام،النّار والدّم،هو المشهد البارز.فما هو مشهدي الثقافي فيه؟ أسرعت إلى كتابة مقال عن "المشهد الغزاوي"ترددت في نشره،غير راض عن مستواه الفني،وعن قدرته في استكناه غضبي وأحزاني..لا بدّ من "إنجاز"أعمق وأكبر،يتجاوز الإنفعال بالمشهد التلفزيوني إلى المشاركة بالفعل ذاته.

ماذا أفعل؟

يستغرقني القلق المتسائل.هل هو قلق البحث عن "دور ما"للمثقف العربي،كلّما جرى التحديق في المسافة بين الكلمة والرصاصة،أو بين الكلمة والرغيف؟  

فلسطين ليست مجازا.الإحتلال ليس وهما،الشهداء ليسوا صورة تتسلى بهم الفضائيات العربية.أشجار الزيتون التي تقتلع والبيوت التي تهدم ليست"ومضات إشهارية"لفيلم رخيص..الفتية المشمرون عن سواعدهم المغذاة بشمس بلادهم،يرجمون البغي ويقاومون القمع ليسوا "بدعة" .ما يجري على الساحة السياسية،بموازاة كل هذا،وخفية عنه،ومتاجرة به،ليس كذبا.الكل حقيقة.هذا منتهى الكلام! ..ولكن..ماذا أفعل؟

أنا محمد المحسن  المقيم في الشمال الإفريقي،أنا الملتحف بمخمل هذا الليل العربي الموغل في الدياجير.. أعترف أنّ في فلسطين وجعا ربانيا،وأعترف أنّ الفعل هناك رسوليّ،وأعترف أيضا بأنّ ما تنقله إلينا "الفضائيات العربية"من صور مؤلمة وقاسية ليس شهادة وإستشهادا فحسب،بل هو حدث عبور للحدود الفاصلة بين السماويّ والأرضي،بين ما هو بشريّ وما هو ألوهي.

ثمة فسحة من أمل في دياجير هذا الليل العربي.خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقنا أن نواصل الحلم..

ولتحيا فلسطين.


محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق