"متيم بهواك "
عِشْتُ أَهْوَى وَجْهَكَ الغَالِي عَلَيَّ، وَفِي
عَيْنَيَّ شَوْقٌ لا يُطِيقُهُ كُلُّ الْقَلَمْ
مُتَيَّمًا أَمْشِي وَأَنْتَ خَيَالُهَا
يَسْكُنْ جَوَانِحَنِي وَيُشْعِلُنِي كَالْعَلَمْ
يَا سَاحِرَ الأَفْهَامِ يَا سِرَّ الجَمَالِ، مَنِ
أَبْصَارُهُ نُورُكَ الْمَأْسُورُ بِكْلَلِ الحُلُم
مَاذَا أُقَدِّمُ وَالقَلْبُ الَّذِي عَشِقَ الهَوَى
لَمْ يَبْقَ فِيهِ سِوَى هَوَاكَ وَمَا سَلِمْ
أَهْوَى مُحَيَّاكَ الَّذِي سَبَقَ الضِّيَا
فَأَضَاءَ دَرْبِي وَانْحَنَى ظِلُّ الظُّلَمْ
يَا نَبْضَ أَشْوَاقِي وَيَا أَعْذَبَ المُنَى
أَشْرِقْ عَلَيَّ فَإِنَّ قَلْبِي فِي سَقَمْ
يَا مَنْ عَرَفْتُ بِهِ الجَمَالَ بِكُلِّهِ
أَنْتَ الْهَوَى، وَأَنْتَ سِرُّ العِطْرِ فِي الكَلِمْ
أَهْوَى لِقَاءَكَ وَلْوْ بِنَظْرَةِ طَيْفِهَا
فَالحُبُّ عِنْدِي فَوْقَ وَصْفِ الشِّعْرِ وَالنَّغَمْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا بَحْرَ الهَوَى
يَا مَنْ بِنُورِكَ أَنْتَشَى عَبْقُ الأُمَمْ
مَاذَا أَقُولُ وَكَيْفَ أَصْفَاكَ بِالمُهَجْ؟
إِذْ كُلُّ حَرْفٍ فِي هَوَاكَ يَذُوبُ كَالْعَلَمْ
إِنْ جَاءَ ذِكْرُكَ أَشْرَقَتْ كُلُّ الدُّنَى
وَاهْتَزَّ قَلْبِي يَا حَبِيبِي كَالْنَغَمْ
هَلْ يَكْفِيَ الدَّمْعُ انْهَمَرْتُ بِذِكْرِكُمْ؟
أَمْ هَلْ يُكَفِّرُ حُبِّي الْعُمْرَ وَالنِّعَمْ؟
لَوْ كَانَ عُمْرِي كُلُّهُ دَرْبَ اللِّقَا
لَمْ أَرْتَوِ مِمَّا أَشْتَهِي بَعْضَ الكَلِمْ
يَا أَكْمَلَ الْخَلْقِ الَّذِي بِي مَسْكَنٌ
فِي كُلِّ نَبْضٍ ذِكْرُهُ عِطْرٌ وَكَمْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا زَهَرَ الضِّيَا
فِي الأُفْقِ وَانْبَهَرَتْ بِوَجْهِكَ كُلُّ أُمَمْ
أَنْتَ الَّذِي أَحْيَيْتَ قَلْبِي بَعْدَمَا
مَاتَ الهَوَى وَتَبَدَّدَتْ أَطْيَافُ حُلْمْ
إِنِّي وَرُوحِي وَالهَوَى كُلِّي لَكَ
مَاذَا أَقُولُ وَحُبُّكَ الْعُذْبُ الْمُلِمْ؟
مِنْ حُبِّ وَجْهِكَ أَسْكَنَتْنِي بهجّة
تَسْرِي كَنَبْضِ النُّورِ فِي دَرْبِ الأَلَمْ
لَوْ جِئْتَ فِي حُلُمِي لَعَانَقْتُ الضِّيَا
وَغَدَوْتُ أَسْكُنُ فِي سَمَاءِكَ كَالْحَمَمْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ فِي كُلِّ النَّوَى
مَا صَوَّتَتْ أَرْوَاحُنَا بِنَشِيدِهِمْ
فاطمة بنعمار/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق