آخر المنشورات

السبت، 16 أغسطس 2025

سيد الشهداء بقلم : الاميرة الهاشمية دنيا صاحب – العراق

سيد الشهداء


نبضات قلبي تنادي باسمك، الحسين،

وفي كل خفقة تحسّها روحك الأبية.


ذكرتُ في مهجتي شوقًا، يا سيد الشهداء،

فتجلّت صورتك أمام عيني قائمًا تصلّي.


لبستَ تاجك الملكي المرصّع بالياقوت الأحمر،

ما أحلاه، وارتديتَ ثيابَك سندس خضر وإستبرق،

تجليت بجلال الملوك من أبناء الأنبياء والمرسلين أولي العزم.


بريقها ينعكس في عينيّ حين تحرّكتَ نحوي،

فمددتَ يدك الناصعة البياض، تمسح عرق جبيني من شدّة حيائي.

دنوتُ منك لأقبّل يديك، فأخذتني رجفة الروح،

وكأنّي من صُلبك أعود إليك.


"أود أن أحيا كل حياتي بقربك، في مقلتيك البراقتين،

حين نظرت إليهما ذبتُ كقطعة ثلج ناصعة البياض.

رأيتك بنورك المهيب، تعلو آفاق السماوات السبع،

فرفعتني إلى السماوات العُلى، لتخلّصني من حياة البؤساء."


استقبلتني من باب صاحب الزمان،

تومأ بيدك لي وتقول: "لن تبرحي هذا المكان ما دمتُ فيه، ابقي معي هنا في هذه الجنّة المباركة إلى الأبد."


سيدي، أمامي الحسين،

زرتك بنيّة أن ألتقي بك،

فحقّق الله لي أمنيتي في ليلة وضحاها،

وأنا أخطو خطواتي أسير بنبض عاشقة لجدّها الإمام الحسين،

أحذو على سيرك في عالم الملكوت، بمقام الأئمّة المخلصين.


سيدي، أمامي الحسين، رأيتك بعين الوجود، ففتحتَ لي الأبواب المغلقة منذ أعوام،

كنت أعيشها في زهدٍ كبير،

والآن سأعيشها كسنين يوسف الصدّيق، عزيزِ مصر، بعزٍّ وجاه ورخاء.


جلستُ في حضرتك المقدّسة، والأنوار تشعّ من حولي،

وأنا أصلّي نافلة الزيارة الأربعينية ركعتين،

سبحت باسم الله الأعظم،

وأنت تجلس بقربي تسبّح معي:

"يا حيّ يا قيّوم، ارفع دنيا إلى مقام العليّين."


ثم وقفتُ، ودنوتُ من ضريحك المقدّس بنيّة أولي القربى، لأنال الشفاعة، فتحقّقت بإمامتك، بقاب قوسين أو أدنى،

ونلتُ مكرمة الشفعاء من سيد الأوصياء.


ومسكتُ شباك ضريحك الفضي بيدي اليمنى،

وشباك ضريح جدّي الحسن الذهبي بيدي اليسرى،

فشعّ النور في قلبي إلى أبعد مدى .


سمعتُ قولك بصوتك الخفي تقول لي:

"مرحبًا بكِ في دار الكرماء،

تيمّمي بتراب ضريحي وتطهّري من عوالق همومك وأحزانك،

ستتلاشى بإذن الله.


تعلمين أنكِ تنتمين إلى سلالة الملوك والأنبياء،

فحافظي على روحكِ من أهواء الدنس والغواية."


فقلتُ: "أنا معكم، أمقُت عدوّكم إلى الأبد،

الأرض ملك الله، تشعّ بنوره الذي يصدر منكم."


أحياني الله بعد موتتي الأولى بفضل جدّي رسول الله ﷺ،

وبفضلكم، يا آل بيت النبوة ومعدن الرسالة، حتى أُبيّن للناس موقفكم في الشفاعة،

لمن ارتضيتم حبًّا وكرامة ورفعة في حبّكم لله تعالى .


بقلم : الاميرة الهاشمية دنيا صاحب – العراق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق