آخر المنشورات

الأحد، 28 سبتمبر 2025

( قصة قصيرة / وردة مكبلة !! ) بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 ( قصة قصيرة / وردة مكبلة !! )

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

فجأة وسط ضجيج المدينة المزدحمة بالمارة و أصوات الباعة المطربة و الشاذة ، تهبط الحي امرأة جميلة ترتدي معطفا أسودا و نظارة سوداء ، و على رأسها تعلو قبعة حمراء و كوفية حمراء أيضا ٠

ثم تمرَّ و الكل يصيح عليها هذه وردة حمراء ٠٠

فتبتسم في خجل نعم أنا( وردة مكبلة) ٠

فيردون من حولها في فرح و إعجاب بل ( وردة ملونة) ٠

و يستمر المشهد شبه السينمائي ، حيث الكل ينظر إليها مستغرقا في تفاصيلها التي تحتاج إلى رسام و شاعر يجسد تلك اللوحة بالألوان و الكلمات في ثنائية معا ٠

و الكل هنا في مستطيل التجمع السكني و التجاري يطاردونها و كأنها من كوكب أخر سطع نوره فأبهر الجميع ٠

و من ثم  تركوا سعيهم بين البضائع و المشاوير و تفرغوا للحكايات إتحاداً و كأنهم على موحد سابق يوفقهم  مبدأ الشلالية  ، لكنها لا تلتفت إليهم قط ٠

نعم قد حدث تدافع و الكل يريد أن يتصور معها ، أو يلتقط لها صور تذكارية في روعة ، لكنها أشارت إليهم بكفها لا تفعلوا ليتكم تتفرقوا إلى حاجاتكم الضرورية ٠٠

ثم مضت تتبختر كغزال شارد في وقت الضحى تلفحه حرارة الشمس فيتصبب عرقا ً ٠٠

لقد استحوذ المشهد قرابة العشرين دقيقة الكل يتساءل  ، من هذه الملكة لا أحد يجيب و لا يفيد البعض و كأن لغزا بات يؤرق الجميع ٠

فأشفقت عليهم أنا وردة 🌹 مكبلة منذ الحرب الماضية حيث الانتصارات المجيدة و استشهد زوجي في الميدان ؛ و قد ترك لي ثلاثة من البنات و قمت على رعايتهن حتى حصلن على أعلى الشهادت ، و اليوم أعلن في سوق المدينة أنني أديت رسالتي في تمام ٠

و لا أرغب في زخارف تلك الحياة ثم تاهت وسط الزحام و تعثر موكب الوصول إليها لكن رائحة الوردة المكبلة تعبق الأزقة ، فتبارى سكان الحارى في إطلاق إسمها على وجهات المحلات و على تلك الميدان ٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق