ف 5
...........................
حين رأيته غادر
غضب أحاط بمهجتي
فصرخت أهتف باسمه
نظر إلي و اشتهى
حرف يميز الصنعة
و تذكر
فن القصيدة حرفتي
هب عزيزا طامعا
أن يسمع أخباري طبعاً كي يعي
عن حالتي
ثوب المشيب بقلعتي
قال بصوت زاهر
فيه اشتياق لم تر
بالمثل قط و لن ترى
يا الشاعر
قبلته فاغرورت عيني التي ما استرجعت
غير الذي
حدث برحلة راغب
في عطلة
من دون زاد ماله
ماذا جرى يا صاحبي
ما سبب مجيئك
يلتف الجمع نحونا
يأتي حسان الرائد
من مكتب
فيه المحقق الجائر
نحو فيناء ضيق
يمشي بنا
يطلب بنا دافئا
و سجائرا
بالقرب مني يجلس يستمتع
بحديث شخص بارع
في السرد حقا متعة
حدثته بجميل ما في مهجتي
أخبرته
عن سبب وجودي و ها هنا
ما استغرب
قد علم
و عن الصديق الأشقر
ما حدث
منذ رحيل والدي
ثم سألت قائلا
هل لأخبرتني
و عن الأشقر
قال حكوم
قلت نعم
إني افتقدت شخصه
منذ عامين لم أر
عيناه فعلا
صاحبي
حتى أنا
لكنني
سمعت عنه خبرا
قد غير أعماله
هيا حدثني صاحبي
عن رحلة
حملت أحداثا نادرة
قهقهت أهوى القصة
قال و الجمع ينصت
كنت أريد السفر
نحو قرطاج المغرية
بسحاتها
و نسائها
و علمت أن الأشقر
في ورطة
يحتاج قطعة ماكنة
هرولت نحوه قائلا
الحل عندي لا تخف
حاجتك موجودة و بكثرة
في بلد غير التي نسكنها
قال مسروراً
إني هنا
سنسافر إن شئت حالا صاحبي
أخبرته بجميع ما نحتاجه
فتزود
ثم انطلقنا في صباح مشرق
حين وصلنا
اشتهيت الفخفخة
فأخذته نحو عظيم
فندق
فيه الجواري الراقصة
و قضينا الليل
فرفشة
أستيقظ في صباح باكر
لكنه
لم يجدني قربه
فانتظر
طال الغياب
هجرتي فارتعش
سأل موظفا عن مكاني
ربما أخبرته
رد الموظف ضاحكا
عبد السلام
ستجده حتما في زقاق الألبسة
لكنه لا يعلم و عن المدينة سوقها
فانتظر
كالبرق يمضي الزمن
زرت الأحبة جلهم
في كل ركن من عروض البلدة
زرت صديقا تونسي
و مع المغيب غروبها
شمس الكواكب تشتهي
عطر النساء بفندق
فيه الولائم عادة
عدت لأحيا حفلة
فوجدت طفلا غاضبا
ثار في وجهي طالبا
تفسير أمر خاطرة
في خاطري
منذ البداية خطتي
قلت له
يا صاحبي
غبت لأجل القطعة
حين رأيتك نائما
ما شئت أن أزعجك
إني وجدت رجالا يعلم عن تجارها
هيا أخبرني ما بك
كيف قضيت يومك
إني انتظرت قدومك
فعزلت نفسي و ها هنا
خيرا فعلت صاحبي
هيا بنا للساحة
إني سمعت خبرا
عن حفلة
سوف تقام الليلة
نهض سعيداً و اختلى
لبس لباس السائح
ثم أتى
أطرقنا نحو الساحة
كانت هناك حفلة
فيها الجواري الراقصة
فقضينا الليل فرفشة
استيقظ باكرا
و تزين
نادى يحاور مهجتي
هيا ترجل قم بنا
أخليت فرشتي عن منى
أن أقضي يوما عامرا
أحداثه فيها غنى
أطرقنا نحو تاجر
عاملته
فعلمت عنه عاشقا للدرهم
أبرمت صفقة ثعلب
عن طمع
أن نبقى يوما ٱخر
حين دخلت المتجر
و بقربي ذئب أشقر
أرغمته
أن يبحث بين الرفوف العالية
عما يريد لٱلة
استثمر فيها ثراء يومها
ترك مجالي و اشتهى
قطع الغيار الظاهرة
صوب الصديق التونسي
هرولت أطلب حاجتي
حدثته بجميع ما في نيتي
ما استغرب
قد علم أني أحب الفرفشة
ناديته
ذاك الثري الأشقر
قلت له
حاجتك يلزمها
قضاء يوم ٱخر
التاجر طلب حقوق الرحلة
إعطيه أجر الحافلة
مد اليد في جيبه قد أخرج
حزمة مال لن ترى بالمثل قط لم تر
وهب الصديق التونسي
ما كنت أرغب
غايتي
ثم انطلقنا
نرغب في فسحة
وسط المباني العامرة
أحياء تشبه قلعة
بأزقة مرسوسة
كمتاهة
أصحابها
تعلم عني تشتهي
طبع جريء باسل
و مغامر
فيه الرجولة خصلتي
في كل ركن من عروض القلعة
أرغمته
أن يدفع ثمن البضاعة حاجتي
لاح الظلام و اختلى
كل حبيب بخله
أطرقنا نحو الفندق
كالعادة
لبس لباس السائح ثم أتى
كي يرقص
فقضينا الليل فرفشة
استيقظ
نادى يحاور مهجتي
هيا ترجل قم بنا
نحو الصديق التونسي
هرولنا نطلب حاجة
الحاجة موجودة
قال الصديق التونسي
لكنها باهظة
مد اليد في جيبه قد أخرج
حزمة مال كافيا
وهب الصديق التونسي
ثمن البضاعة عن رضى
أرغمته
ترك مجال ساحتي
لم يبقى غيري و ها هنا
التاجر
ذاك اللئيم العاشق للدرهم
أعطاني حق الصفقة
في ليلة يحلو فيها
رؤية بدر لامع
سافرنا
نحو البلدة
عدنا و عدت و ها هنا
إني التقيت بصاحبي
يا صاحبي
...................................
بقلم وليد سترالرحمان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق