المُتاحُ من السَّأم
تَعالَ... اقتربْ.
أنا المُتاحةُ الآن،
في اللحظةِ التي اخترتُ فيها ألّا أُخفي شيء.
في كفّي لوحةُ السأم،
أُقلّبُها كأنني أستعرضُ نفسي عليكَ،
لعلَّكَ "ألبرتو مورافيا"،
ولعلّي أنا...
تلك الطفلةُ التي تعلّمت كيف تُفتعلُ النشوة من جسدِها.
أُحضِر لكَ السجائر،
أُغلِقُ النافذة،
أجلس على أريكةِ الرغبة،
وأنا أراكَ سيدَ الضوء والظلال.
تُخبرني أنَّ مصباحَ الكهرباء يُزعجُك،
فأُطفِئُه،
لا حبًّا بك، بل طاعةً لفُحولتك المتأخرة.
أُراقبُ ملامحك حين يتسلّل السأمُ إليها،
فأتقمّص دور المرأةِ الرفيقة،
التي تُمسك الكأس لسَكْرانٍ لا يشرب،
وتتبع أزقةَ الإرباك في ذهنِه كأنها تلهو.
ولا يكفيني صنبورُ القول
لأغسل وجهي من أثرك،
بل أتعمّد أن أظلَّ تحت أشعارك،
أتشرّبك، كالماء الذي لا يرويني.
فقط...
أكمِلِ القراءة.
اجمعني مع بَوحك،
وباقاتِ الياسمين،
وزهرةِ ليمونٍ واحدة...
لا لأُشفى،
بل لأظلَّ أشتعلُ بك،
كما تشتهي امرأةٌ أن يحترقَ جلدُها،
إن نطقَت اسمكَ.
هدى عز الدين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق