. هذه أرضي
هذه أرضي مصبُّ حبّي
ورياضُ فيحائي وحقل أغراسي
بها أحتمي من جوامع النُزل
وعلى فسادها أدقّ أجراسي
على خريطتها أرسم الأدوار
يتعايش القريب والبعيد بمَقاس
هي وقفٌ لا تُشترى ولا تُباع
مقدّسة تتزيّن بنحت أقواسي
مسقط رأسي ومسجد صلاتي
إيماني راسخ والوفاء قسطاسي
فتنة الاحتلال منذ زمان
رذيلة وخيانة وتواطؤ أنجاس
العساكر أراقوا الدّمع كالدّم
فسجّاهم المجاهد بمهانة أتعاس
أرضي تاريخٌ كُتب بدم الملايين
تشرّدوا واحتشدوا بعيونٍ حرّاس
ثاروا فقاوَموا وافتكّوا
طهارتها من أقدام سودٍ أنجاس
كسّروا شوكتهم بمقاومات
قوّتها رجال أخماس بأسداسي
اتحدوا في ثّورة تطلب الجواب
فقلت: بارودتي، قلمي ومِراسي
وزلزل الربُّ الأرض فتحطّمت
امبراطوريات قوّتها من نحاس
الجائعون بالمذلة فاسدون
لا تقوى لهم ولا فيض إحساس
سقاةُ الشر سوّدوا مسعى
الخير، في جنباتها كسروا كأسي
بَقِرت البطون لهول ما تسلّطوا
ولهول ما نهبوا امتلأت أحباس
سقطَوا كالمحتل وزيرا وأمينا
وانكشف زيغ ما خدعوا أناسي
وعمّ البلاد حراكٌ حرّك راكد
الماء، فسكتت أسواق النخّاس
زال العبث واللاعبون بالأمن
و مَن ساسَها متعمدا إفلاسي
قطع الجيش دابر متأبطٍ
للشرَّ أو لصّا للمال مكّاس
ونادت الأرضُ: نفسي طاهرة
فإن ثرت أطحنُهم بأضراسي
دماء الشهداء أنهار غسلت
لوث المحتّل وحِمله من أرجاس
عزيمتي دكّت الحِلف وفلوله
بشموخ تكلمَت به جبال أوراسي
وقصائدي بلا استحياء تهجو
منْكرًا فعلوه لم يحتويه كرّاسي
لا قوسَ بعد اليوم يخطئ
عفن العروش والأمراء والكراسي
مادامت حريّتي بالحقّ تصول
فلا فم يخرس ولا يراع يُداس
حمراء شامخة بين الهلال
وأخضر الألوان مع أبيضها أعراسي
مقامها فوق الهامات مرفوع
تعانقها أقمار قاطعة أنفاسي
بلادي بحار وتلال وصحاري
وأنهار تروي منابعها ونشريسي
لشعبها صلابة بشهامة العربي
وغيرة المسلم إذ الكرامة تداس
في البأس صبور دون جبن
وفي الكرم طائي ذابح أفراس
قلعة الحرية والثوار يحرس
استقلالها رجال كالجبال رواسي
سجل يا تاريخ أنّ ثورة نوفمبر
واستقلال جويلية قصص نواسي
والشرف حرية ثمنها أرواح
والوحدة يد من ربيع ترفاسي
بالاستقلال صفا سمائي
ولاح في الأفق نوره نبراسي
فهو السبيل للشباب مثيلا
وهو الحلم لحبّ الوطن بهواسي
وهو الشّفاء لجراح الحروب
وهو النّعيم والسّلم وعطر لباسي
هذه بلادي شمس الحرية
روحي تذود عنها بشدّة بأسي
ألا فزوروها جنان العروبة
وأسلموا لجمالها واقفين وجلّاس
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 05.07.2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق