عن الجائزة الوطنية زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية ( 2025)..أتحدث
أحدث مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) جائزة "زبيدة بشير" سنة 1995 بالتعاون مع نادي الطّاهر الحدَاد،وسُمَيت الجائزة باسم الرَائدة زبيدة بشير أوَل شاعرة تونسية أصدرت ديوانها الأوَل تحت عنوان "حنين" سنة 1968،اعترافا برمزيّة هذه العلامة التّي مثلت منارة في الأدب التونسي الحديث،وتُسند الجائزة سنويا احتفاء باليوم العالمي للمرأة،حيث تُكرم فيه مبدعات وباحثات تونس اللاّتي تميّزن بإثراء الحقل الثقافي.
وتُمثَل جائزة "زبيدة بشير" مكسبا وطنيا لنساء تونس،فهي الجائزة الوحيدة التّي تهتَم بالكتابات النَسائية التونسية،إنَها تشريف لهنَ وحافز على مزيد العطاء والتميَز وتعزيز لحضورهنَ في الحياة الثقافية والفكرية والإبداعية،فضلا على حثَ الباحثات و الباحثين على الإنتاج العلمي المتعلّق بالمرأة التونسية و اعتماد مقاربة النَوع الاجتماعي والمساهمة في حفظ جزء من التّراث الثقافي الوطني.
في هذا السياق،احتفى مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة "الكريديف" مساء أمس الاربعاء بمقره بتونس العاصمة بثلاثنية الجائزة الوطنية زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية بعنوان سنة 2024 معلنا عن الفائزات الخمس بأصناف الجائزة الخمسة بعد حجب جائزة البحث العلمي باللغة الفرنسية،وذلك وسط حضور نسائي لافت من أكاديميات وكاتبات ومبدعات.
وآلت جائزة الابداع الأدبي باللغة العربية إلى الكاتبة آمنة اليحياوي عن كتابها "أغشية تتمزق" وهي رواية عن دار نقوش عربية وتحصلت الروائية زبيدة الخالدي على جائزة الابداع الأدبي باللغة الفرنسية عن روايتها "J'ai oublié d'aimer" فيما كانت جائزة البحث العلمي باللغة العربية من نصيب حياة الرايس عن كتابها "الامهات العازبات: وصمة عار أم اختيار" وحجبت جائزة البحث العلمي باللغة الفرنسية.
وتمكنت سمية المستيري من الحصول على جائزة البحث حول المرأة التونسية أو اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي عن كتابها" Pour un féminisme décentré,recadrer,résister" وآلت جائزة أحسن سيناريو لايمان الغزواني عن سيناريو بعنوان "الاطفال يذهبون الى المقابر... أحيانا". وقدّم الكريديف أول مرة خلافا للدورات السابقة باقة تضمّ 6 قصائد ملحنة للشاعرة الراحلة زبيدة بشير في عرض موسيقي متميز بعنوان حنين ومن غناء الفنانة وفاء غربال بقيادة الاستاذ شام الكتاري.
وتولّت وزيرة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، أسماء الجابري،تتويج الفائزات،مؤكدة حرص الوزارة على المواصلة والمراكمة وتكريس مبدأ تكافؤ فرص المشاركة أمام كل الباحثات والكاتبات من مختلف ولايات الجمهورية وتحيين أمرها الحكومي عدد 585 لسنة 2020.واعتبرت أن هذه الجائزة وديمومة الاحتفاء بها هي مكسب وطني لنساء تونس لاهميتها في تحفيزهن على الانتاج العلمي والابداعي وتعزيز حضورهن في الحقل الفكري وفي إثراء الرصيد النسائي بصفته مكوّنا من مكونات التراث الثقافي الوطني.
ختاما نقول : لقد أخدت المرأة مسؤولية التعبير عن ذاتها تعبيرا أدبيا يستنطق مشاعر وتجارب مغايرة لما يكتبه الرجل تستطيع من خلاله أن تبلور خصائص وسمات تضئ مناطق وفضاءات ظلّت معيّبة طوال الفترة التي استفرد فيها الرجل بكتابة النصوص الإبداعية،ولقد برهنت على أنها خير من ينتج أدبا وذلك من منظور معاناتها الإنسانية التي تحتدم من خلال مشاعر وجدانية توحدت أدبيا،حسيا،وفكريا،في قلب يشتعل كما الفتيلة التي لا تنطفئ.
إن التحدي الذي تخوضه المرأة في العصر الحديث في حقيقة الأمر يندرج تحت مفهوم احترامها لنفسها من خلال سعة فكرها وتحريرها لأدبيتها باتجاه أفق مغاير يستنطق ويستوحي ويشكل عوالم طالما لفّها الصمت وحجبها النسيان، وعسى أن تبلغ المرأة قدرها ومكانتها التي فطرها سبحانه وتعالى عليها.
متابعة محمد المحسن
صورة المرأة أسفله للشاعرة التونسية الراحلة زبيدة بشير

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق