الذين سيسبّونني هذا العام..وأظلّ أحبّهم.
1. الكتّاب
سيسبّني كاتبٌ
كانت يده ترتجف كلّما قرأ لي
ثم صارت ترتجف أكثر
حين قرّر أن يقلّدني.
سيقول:
"كلامه فوضى... أسلوبه لا يُعلَّم... صوته مرتفع!
يخلط بين الشعر والثرثرة، بين النبوءة والهذيان!"
وسينسى أنه، قبل عام فقط
طلب رأيي في بداية روايته التي لم تنتهِ أبدًا.
2. الشعراء
سيشتمونني
لأنني كتبتُ دون أن أعتذر لأوزانهم
وتجاوزتُ البحور
كما يتجاوز العشّاق الإشارات الحمراء.
سيقولون: "لا شاعرَ إلا من حفظ ألف بيت!"
سأنحني لا احترامًا
بل كي أمرّ من تحت سقف قاماتهم المنخفضة.
3. النقّاد
سيأتون كجماعات من الجراد المثقّف
يزنون نصوصي بمسطرة الأكاديمية
ويقولون:
"يفتقر إلى المرجعية... لا أثر لفلوبير، لا ذكر لابن قتيبة!"
سأشكرهم علنًا
وأضحك طويلًا في سرّي.
4. اليمين
سيقول:
"مارق، يطعن الثوابت
يبثّ الشك في صدور الأبناء
عدوّ للعائلة والتاريخ والحرب المقدّسة!"
وذلك فقط لأنني قلتُ ذات سطر:
"السماء لا تحتاج من يحرسها... بل من يُحبّها."
5. اليسار
سيقول:
"برجوازيّ متنكر
يكتب من مقهى أنيق عن الجوع
وتقطر من حروفه رائحة الامبريالية الجديدة!"
سينسون أنني كنت أجلس معهم
حين كانوا يحلمون بثورة نظيفة
لا تلوّث القمصان.
6. النقابيون
سيسبّونني
لأنني لم أوقّع على بيانهم
ولأن قصائدي لا تنتهي بشعار
ولا تتبنّى مطالب واضحة
ولأنني قلت:
"من يكتب للخبز، يُلتَهم... لا يُذكَر."
سيسبّونني جميعًا
وسأبقى كما أنا
أرتّب الخراب في قلبي
وأزرع شجرة
في كلّ مكان يلعنونني فيه
ثم أكتب فوقها:
"هنا مرّ شاعرٌ
لم ينتظر التصفيق..ولا غادرته بداوته الفاضحة"
عمّار الطيب العوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق